انطلق في مغامرة روحية تحويلية مع جولة الدراويش الدوارة، وهي رحلة مدتها ساعة تدعوك إلى أعماق التصوف الصوفي. توفر لك هذه التجربة الفريدة فرصة نادرة لمشاهدة الممارسات الروحية التي تعود إلى قرون من الزمن والتي لا تزال تلهم الناس وتسحرهم في جميع أنحاء العالم.
ما الذي تتوقعه:
مراسم السيما تقع في قلب هذه الجولة مراسم "سيما"، وهي طقوس استثنائية يؤديها الدراويش الدوّامون. هذا الاحتفال ليس مجرد رقصة بل هو عمل رمزي عميق يمثل رحلة الصعود الروحي. أثناء مراقبتك للدراويش، ستراهم يدورون برشاقة في حركة دائرية. هذه الرقصة هي تجسيد مادي لرحلتهم الروحية، وترمز إلى صعود الروح من خلال عملية الحب والإخلاص نحو الإله. كل دورة في حركتهم الدائرية هي خطوة أقرب إلى الاستنارة الروحية، وهي تجسد الإيمان الصوفي بوحدة الوجود كله.
موسيقى حية:
ومما يعزز الروعة البصرية لحفل السيما هو الموسيقى الحية الجميلة المؤثرة التي يؤديها الموسيقيون الأتراك التقليديون. تخلق النغمات اللحنية للناي، وهو مزمار من القصب يعزف منذ قرون، مشهداً صوتياً أثيرياً يكمّل الرقص الدائري. ترافقها دقات الطبل الإيقاعية ونغمات العود الرنانة (نوع من أنواع العود)، وتثري الموسيقى الحفل، وتخلق جواً يتجاوز العالم المادي ويلامس الجوهر الروحي للتجربة.
التنوير الروحي:
تعمق أكثر في تعاليم وفلسفة الطريقة المولوية التي توفر سياقًا ثريًا لفهم مراسم السماع. الطريقة المولوية، والمعروفة أيضًا باسم الدراويش الدوارة، هي طريقة صوفية إسلامية تعود أصولها إلى قونية، تركيا. تأسست الطريقة على يد أتباع الشاعر والصوفي الفارسي جلال الدين محمد الرومي، وتشتهر الطريقة بتركيزها على التطور الروحي والحب الإلهي. تقدم هذه الطريقة رؤى قيمة في السعي إلى التنوير، وتشجع على التأمل العميق في طريق المعرفة الإلهية وتحقيق الذات.
عن الدراويش
الدراويش الدوارة، أو الطريقة المولوية، هم أكثر من مجرد مؤدّين؛ فهم ممارسون لتقاليد روحية ترسخت على مدى قرون. وقد تأسست هذه الطريقة في القرن الثالث عشر على يد تلاميذ الرومي، وهو شخصية مبجلة في التصوف الإسلامي معروف بشعره وتعاليمه عن الحب والوحدة والذات الإلهية. الرقصة الدائرية، أو السيمة، هي شكل من أشكال التأمل النشط الذي يهدف إلى تسهيل الاتصال المباشر مع الذات الإلهية. وتمثل هذه الرقصة الطقوسية رحلة روحية عميقة ترمز إلى تجاوز الأنا والعودة إلى حالة النقاء والحقيقة.
ويرتدي الدراويش ملابس مميزة أثناء الاحتفال، بما في ذلك الجلباب الأبيض الطويل والقبعات الطويلة المعروفة باسم السيكه. يرمز الجلباب الأبيض إلى موت الأنا والولادة من جديد في حالة من النقاء الروحي، بينما تمثل القبعة الطويلة قبر الأنا. هذه العناصر ليست مجرد عناصر رمزية بل هي جزء لا يتجزأ من الطقوس، مما يعكس الأهمية الروحية العميقة للسيما.
خط سير الرحلة:
توقف عند: Kızlarağa Medresesesi: تُقام مراسم السيما في قصر مدريسي، وهو موقع تاريخي ذو أهمية ثقافية وتاريخية في قلب منطقة السلطان أحمد في إسطنبول. هذا المكان غارق في التاريخ ويوفر خلفية مناسبة لتجربة الممارسات الروحية للطريقة المولوية. يوفر المدرسيزي، وهو مدرسة دينية ومركز تعليمي سابق، أجواءً هادئة وأصيلة للاحتفال، مما يسمح للزوار بالانغماس في التجربة بالكامل.
تُقام مراسم السيما المولوية بدقة وفقاً لمجموعة من القواعد والطقوس التقليدية التي تم صقلها على مر القرون. نشأت هذه الممارسات منذ عهد السلطان فيلد وأولو عارف جلبي، وتطورت هذه الممارسات من خلال قيادة شخصيات مختلفة، وبلغت ذروتها في الشكل الحالي الذي وضعه بير عادل جلبي. ويضمن هذا النهج المنضبط أن يحافظ كل أداء على سلامة وأصالة التقاليد المولوية، ويقدم لمحة حقيقية عن هذا المسار الروحي الصوفي.
باختصار، جولة الدراويش الدوّامين ليست مجرد حدث ثقافي بل رحلة روحية عميقة. من خلال المشاركة في هذا الحفل، ستكتسب فهماً أعمق للتصوف الصوفي، وستختبر الجمال الساحر لرقصة السيمة، وستتأثر بالموسيقى الروحانية التي تصاحبها. سواء كنت مسافرًا متمرسًا أو جديدًا في الممارسات الروحية، فإن هذه الجولة تقدم لك فرصة فريدة لاستكشاف أعماق الروحانية الإنسانية والحكمة الخالدة للطريقة المولوية.
اترك تعليقًا