تاريخ برج العذراء

برج العذراء، المعروف أيضاً باسم كيز كوليسي بالتركية، هو معلم بارز يقع على جزيرة صغيرة عند المدخل الجنوبي لمضيق البوسفور في إسطنبول، تركيا. وبفضل تاريخه الغني وأساطيره المثيرة للاهتمام، أصبح البرج معلم جذب سياحي شهير.

النشأة والتاريخ المبكر

يحيط الغموض بالأصول الدقيقة لبرج العذراء مع وجود العديد من النظريات والأساطير المحيطة ببنائه. ويُعتقد أن البرج بُني لأول مرة في القرن الخامس قبل الميلاد على يد الجنرال الأثيني القديم ألسيبيادس كبرج دفاعي للتحكم في حركة المرور على مضيق البوسفور.

على مر القرون، خضع البرج لعدة تجديدات وتغييرات في الملكية. وقد استخدم البرج لأغراض مختلفة على مدار تاريخه، بما في ذلك محطة للجمارك ومنارة ومحطة للحجر الصحي خلال وباء الكوليرا في القرن التاسع عشر.

الأساطير والفلكلور الشعبي

لا تقتصر شهرة برج العذراء على أهميته التاريخية فحسب، بل تشتهر أيضاً بالأساطير الرائعة والفولكلور المرتبط به. واحدة من أكثر الأساطير شعبية هي قصة الإمبراطور البيزنطي الذي تلقى نبوءة بأن ابنته المحبوبة ستلدغها أفعى سامة وتموت في عيد ميلادها الثامن عشر.

ولحماية ابنته، بنى الإمبراطور البرج على الجزيرة الصغيرة وأبقاها معزولة هناك. ومع ذلك، في عيد ميلادها الثامن عشر، قامت أفعى مخبأة في سلة فاكهة أحضرت كهدية بعض الأميرة، مما حقق النبوءة. أعطت هذه الأسطورة البرج اسمه، حيث أصبح يُعرف باسم برج العذراء.

وتحكي أسطورة أخرى قصة شاب وقع في حب عذراء جميلة تعيش في البرج. وكان يسبح عبر مضيق البوسفور كل ليلة لزيارتها. وفي إحدى الليالي العاصفة، غرق في التيارات القوية، فقفزت حبيبته المنكوبة من البرج لتلحق به. ويقال أن أرواحهم لا تزال تسكن البرج.

الملامح المعمارية

خضع برج العذراء لتغييرات معمارية مختلفة طوال فترة وجوده. يعود تاريخ البناء الحالي إلى القرن الثامن عشر ويعكس مزيجاً من الطرازين المعماريين العثماني والبيزنطي.

يبلغ ارتفاع البرج 9.85 متراً (32 قدماً) ويبلغ قطره 12.25 متراً (40 قدماً). يتكون من ثلاثة طوابق وتراس يوفر إطلالات بانورامية على البوسفور والمناطق المحيطة به.

تم تحويل الجزء الداخلي من البرج إلى متحف ومطعم، حيث يمكن للزوار معرفة المزيد عن تاريخه والاستمتاع بتناول وجبة مع إطلالات خلابة على إسطنبول.

رمز من رموز إسطنبول

أصبح برج العذراء رمزاً أيقونياً لإسطنبول، وغالباً ما يظهر في البطاقات البريدية والصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية التي تصور أفق المدينة. موقعها الفريد وتاريخها المثير للاهتمام يجعلها وجهة لا بد من زيارتها للسياح من جميع أنحاء العالم.

اليوم، يمكن الوصول إلى البرج بالقوارب، حيث تعمل خدمات العبارات المنتظمة من نقاط مختلفة على طول مضيق البوسفور. يمكن للزوار استكشاف البرج والتعرف على تاريخه والاستمتاع بالمناظر الخلابة لإسطنبول ومضيق البوسفور.

سواءً كنت مهتماً بالتاريخ أو الأساطير أو ترغب ببساطة في تجربة جمال إسطنبول، فمن المؤكد أن زيارة برج العذراء ستترك انطباعاً دائماً.